الجمعة، ٢٠ ذو القعدة ١٤٢٨ هـ

لـــون سمعته من زمــان ... ورجع لي مع الزمـــان

عيشت مرحلة دراستي بالثانوية في جو من الريف المعتاد بين أراضي وادي النيل .. أتنغم مع أصدقاء العمر طعم الحياة وأيامها الوردية .. لا مسئولية ولا عمل به مكسب وخسارة ... ولا هم ولا تعب ... حياة ساكنة دفئية .. ملأنها بالحب والمراهقة والمرح .. وبين هذه الحياة كانت تتنغم على أذني مجموعة من الأغاني الشعبية التي تكرار سماعها في هذا الريف معتاد ومنتشر مثل روبي وهيفاء في شوارع المدينة الحضرية،،، فكم سمعت من هذه الأغاني .. منها الواعظ ومنها المرقص ومنها الحزين ومنها الحنين .. ولكن لم تغب عن أذناي أغنية وكلمتها مثل أغنية .... (الأم) لبرنس الأغنية الشعبية (رمضان البرنس) رحمه الله .. قال كلمات غنى بها كانت هي الوتر الذي لمسته أذناي خلال حياتي ,,, وكم أخاف أن يأتي اليوم الذي أدرك فيه كلمات هذه الأغنية .. ولكن لا أخفي عليكم .. هذه الفترة من حياتي لم أكن لأتيقن كل كلمات الأغاني التي أسمعها أو أدوش بها سمعي وحسي ... ولكن الأمر اختلف مع هذه الأغنية ... فإلى اليوم تترتل نغماتها بين ضفتي أذناي لتلتمس بكل صدق أوتار قلبي ... هذه الأغنية هي:

ليلي يا ليلي يا ليلي ...
عملت أيه يا زمن تخلي اليد محتاجة ..
وأنا اللي كان خيري ما خلى يد محتاجة ..
وضاع خيري على غيري من غير ما أقول حاجة ..
وكل ما أنسى وأقول أهو نسي المعروف ...
أسمع مثل بيقول .. ابن الحرام مخلاش لابن الحلال حاجة ..
فين الحنان اللي يتساواى بحنانك فين ؟؟
يا غالية عندي يا أمي وأغلى من سواد العين ..
قلبي اللي حبك أنا أتمناه يكون قلبين ..
علشان يساع كل إحساسي وتقديري لعطفك اللي ملى قلبي وأنا ابن يومين

حبك في دمي .. وشايلة على الدوام همي
وتطلبي لي السعادة دايماً وكل حظي بفضل رضاكي يا أمي
أحلى حروف الكلام لما بقول يا أمة
هي النعيم والرضا والحضن واللمة
راحـــت في عز الصبا وسبتني وحداني
تايه في دنيا الهموم وأشكي لمين ياني
لا عطف خالتي راضاني
ولا حنان عمي ... أه يا أمة أه

بعد الحبيبة مفيش أحباب .. لا حد دق علينا الباب
كانت فاتحة لينا البيت والحضن وبعد منها بقينا أغراب
يا أمة .. يا أمة ..
يالي معاك الأم أوعى ,,, تزعل أمك يوم أوعى
أعطف عليها وراعيها ... وفوق كتافك دير بيها
يا أمة .. يا أمة ..

الأم تحت قدمها الجنة .. رضاها يفتح شبابيك نور
لا خال وعم .. بيشيلوا الهم



ليست هناك تعليقات: